حاورته: مروة غريبجين، مروة دميريللي، كبرى نور أوتغو
أستاذنا الفاضل، أولاً نشكركم على هذا الحوار. لو سمحتم، هل يمكن أن تعرّفون عن نفسكم بصورة موجزة؟
أشكركم على إتاحة هذه الفرصة. أنا أستاذ مشارك دكتور في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة غازي في أنقرة. تخرجتُ في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة أنقرة. أكملتُ دراسة الماجستير عام 1998 حيث تناولتُ الأدب القصصي عند يحيى حقي في رسالتي. أما رسالة الدكتوراه فقد ناقشت فيها مشاكل الترجمة واستراتيجياتها بين اللغتين العربية والتركية وأكملتها عام 2004. بعد التخرج مباشرة بدأت العمل في سفارة دولة الكويت في أنقرة مترجمًا لمدة ما يقارب خمس سنوات. بعد ذلك بدأت العمل في جامعة غازي محاضرًا عام 1998. كما عملتُ أستاذًا زائرًا في جامعة مانشستر في بريطانيا عام 2006. ترأس اللجنة التي أعدّت مناهج اللغة العربية على المرحلتين الابتدائية والمتوسطة والثانوية في تركيا وذلك تمشيًا مع الإطار المرجعي الأوروبي المشترك للغات خلال الفترة بين 2010-2012. كما أعددتُ منهج اللغة العربية لغير الناطقين بها حسب الإطار المرجعي الأوروبي المشترك للغات برعاية مؤسسات أوروبية وعربية. أُشرف على إدارة ورشات الترجمة الأدبية بين اللغتين العربية والتركية التي ترعاها مشروع “تيدا” لترجمة الأدب التركي.
من كتبي المنشورة:
- في رحاب لغة أخرى: التكافؤ في الترجمة العربية (الطبعة الثانية، 2013)
- الترجمة إلى اللغة العربية: الأمس واليوم (2012)
- اللغة العربية بطريقة فعّالة (2019)
- قواعد اللغة التركية للعرب (2003)
- ترجمة قنديل أم هاشم وقصص أخرى ليحيى حقي إلى التركية
كما شاركتُ في إعداد سلسلة أتعلّم العربية على المستوى الثانوي (12 كتابًا مع الصوتيات). ونشرت لي ترجمة قصائد عديدة في مختلف مجلات تركية أدبية لإيليا أبو ماضي وخليل جبران ويوسف الخال وعبد الوهاب البياتي ومحمد الماغوط ومحمود درويش وأدونيس وغيرهم، كما ترجمتُ قصصا قصيرة عديدة من الأدب العربي المعاصر. وأنا حاليا بصدد إعداد أنطولوجيا للقصة العربية من كل أنحاء الوطن العربي. لي مقالات أكاديمية على المستوى التركي والعالمي فيما يتعلق بدراسات الترجمة والأدب العربي وتدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها واللسانيات.
نبدأ بسؤال كلاسيكي، لماذا اخترتم اللغة العربية؟
في الواقع لم أختر اللغة العربية، إنما هي التي فرضت نفسها عليّ. فقد كانت اللغة العربية في السطر الأخير من القائمة التي ملأتها بعد امتحانات دخول الجامعات المشهورة عندنا في تركيا. لقد بدأت دراستي في قسم اللغة العربية وأنا أخطط أن أغير القسم في الفصل الأول أو الثاني، لكن بعد مواظبتي على الدروس وتعرّفي على الأساتذة أحببت هذه اللغة العريقة وقررت أن أتعلّمها بصورة جيدة.
أي طريقة تقترح على الأشخاص الذين يريدون أن يتعلّموا اللغة العربية؟ وهل من الضروري أن يسافر الشخص إلى بلد عربي لتعلم هذه اللغة؟
بالنسبة للسؤال الأول.. كما تعرفون أن هناك أربع مهارات على المدرّسين والدارسين أن يركزوا عليها في مرحلة التعليم والتعلّم، وهي الاستماع والمحادثة والقراءة والكتابة. يجب أن يجري التركيز على كل هذه المهارات بصورة متكاملة. واللغة الأجنبية لا نتعلمها بصورة خطية بل بصورة متداخلة ومتشابكة، متفاعلين مع سياقات حقيقية ناتجة عن حاجات الدارس واتجاهاته متمشيًا مع روح العصر. أما بالنسبة للسؤال الثاني، مع اعتقادي أن الاختلاط بأبناء اللغة فيه فوائد كثيرة لا حصر لها، إلا أنني لا أرى الحتمية في السفر إلى بلد عربي لتعلّم اللغة العربية. وأنا خير مثال على ذلك. سافرت لأول مرة إلى دولة عربية بعد 9 سنوات من تخرّجي في الجامعة ولم أمكث هناك لفترة طويلة. خلاصة القول، إذا عندك إمكانية السفر إلى بلد عربي فتمتع به لكن هذا لا يعني أن هناك حاجز أمامك لتعلّم هذه اللغة في تركيا، هناك وسائل كثيرة سمعية وبصرية تجعلك تتعامل مع اللغة وأنت في بيتك.
هل اللغة العربية صعبة؟
كل اللغات فيها ما هو صعب وما هو سهل. ولا تستثني من ذلك اللغة العربية. وكل لغة لها مشاكل تتميز بها دون غيرها. والمشاكل أيضًا عرضية. فما هو مشكلة بالنسبة لناطق الانجليزية قد لا تكون مشكلة بالنسبة لناطق التركية والعكس صحيح. هناك أوجه تشابه واختلاف بين اللغتين العربية والتركية. ولتحليل هذه الخصائص لا يكفي أن نعرف اللغة العربية فقط بل علينا أن نكون على معرفة واعية باللغة التركية. هذه المعرفة ذات اتجاهين: كلما نتعمق في لغتنا كلما نكون أكثر فهمًا للغة الأجنبية، وكذلك كلما نزداد معرفة بلغة أجنبية كلما نزداد وعيًا حول لغتنا.
لقد ألّفتم أول كتاب أكاديمي عن الترجمة تحت عنوان Öteki Dilde Var Olmak (في رحاب لغة أخرى)، هل تتفضل بالحديث عن هذا العمل؟
الكتاب كما تفضلتم يجمع بين النظرية والتطبيق فيما يتعلق بدراسات الترجمة من منظور الترجمة بين التركية والعربية. يتناول الكتاب في الفصل الأول التعريف بدراسات الترجمة ومجالات تخصصها مع شرح مقاربات غربية ذات اتجاهات لغوية أو وظيفية أو خطابية ونظرية الأنظمة المتعددة في دراسات الترجمة، ثم ينتقل إلى المقاربات العربية متمثلا في آراء حنين بن اسحق والجاحظ فيما يتعلق بقضايا الترجمة. أما في الفصل الثاني فتناولتُ مشاكل التكافؤ على مستوى الكلمة، وفي الفصل الثالث ناقشت مشاكل الترجمة على مستوى التراكيب الأكبر من الكلمة (المتصاحبات والتعبيرات الاصطلاحية والأمثال إلخ). أما في الفصل الأخير فتناولت الاستراتيجيات التي يستخدمها المترجمون بوعي أو بدون وعي في عملية الترجمة.
ما هي البرامج التلفزيونية التي تشاهدونها؟
لا أشاهد التلفزيون كثيرًا لعدم توفر الوقت لدي، لكن أشاهد من حين إلى آخر مسلسلات متعددة مثل “كوزاي وغوناي” و”العصر الرائع” و”كذبة العالم”. أنتهز هذه الفرصة لأريح نفسي من الروتين وأقضي الوقت مع أسرتي. كما أشاهد أحيانًا برنامج “أنا لا أدري وإنما شريك حياتي يدري” و”بياض شو”. كما أحب مشاهدة برامج الموسيقى.
أي كتاب قرأته مؤخرًا؟
قرأت في الأيام الأخيرة عدة كتب حول نظرية الرواية والنقد الأدبي وذلك لـ “تجديد” قراءاتي في هذا المجال. كما قرأت قصائد لحيدر أرغولان ومؤثر يني آي وألتشين سيفغي صوتشين. أما من الأدب العربي فقرأت قصائد لسرجون بولس وقصصًا قصيرة لكاتبات يمنيات.
أي فيلم سينمائي شاهدته مؤخرًا؟
شاهدتُ مؤخرًا فيلم “حلم الفراشة” للمخرج يلماز أردوغان والذي يدور أحداثه حول شابّين يقعان في حب فتاة ويتسابقان على كسب قلبها وذلك من خلال كتابة أجمل قصيدة لها. لكن بعد مرور الوقت يصاب أحد الشابين بمرض السل، فيقرر الشاب الآخر أن يخسر هذا السباق لصالح صديقه المهدد بالموت. على الرغم من أن الفيلم مفرط في مأساة أبطاله إلا أنه ناجح جدا من ناحية تقنيات التصوير والتمثيل البارع لكيفانج تاتليتوغ المعروف باسم “مهند” في الوطن العربي وزميله الفنان ميرت فرات.
شكرًا يا دكتور على هذا الحوار الشيق.
أتمنى أن لا يجد طلاب الصف التحضيري الصعوبة في فهم مضمون حديثي بصورة عامة، وإذا لم يستطيعوا فهم كل ما جرى في الحوار فأنصحهم بمراجعته في سنوات تالية من دراستهم..
Categories: Söyleşi