ملخص
تتناول هذه الورقة العلاقات بين تركيا بصفتها قوة اقليمية ودولية وبين السودان بحكمها دولة استراتيجية في إفريقيا على البعدين الثقافي والعلمي، حيث تمت دراسة سير هذه العلاقات في العهد العثماني وفي عهد جمهورية تركيا وبالتالي طرح مقترحات لدفع هذه العلاقات إلى الأمام.
الكلمات المفتاحة: تركيا، السودان، العلاقات الدولية، الثقافة، العلوم
مدخل
تعود علاقات تركيا مع الدول الإفريقية إلى القرن السادس عشر (حسن 285:2006) حيث أقام الأتراك علاقات سياسية واقتصادية وثقافية مع بعض المناطق الاستراتيجية في شمال إفريقيا وشواطئ النيل بالسودان وإفريقيا الشرقية. إلا أن أهم العوامل التي تربط «بلاد السودان» بالدولة العثمانية هو البعد الثقافي بما فيه الديني أكثر منه البعد الإداري.
في ورقتي هذه أود أن أنظر إلى العلاقات بين تركيا والسودان من المنظورين الثقافي والعلمي. ويرتكز البحث على محورين مهمين. سألقي في المحور الأول نظرة سريعة جدا على تاريخ العلاقات بين تركيا والسودان وبالتالي انعكاس هذه العلاقات على البعد الثقافي الذي نحن بصدده في هذه الورقة. أما في المحور الثاني فسأركز على العلاقات الثقافية والعلمية بين البلدين وذلك في إطار السياسة الخارجية التي تنتهجها جمهورية تركيا المعاصرة. وأخيرًا سأتطرق إلى بعض المقترحات لدفع عجلة العلاقات الثقافية والعلمية بين البلدين الى الأمام.
-
العلاقات الثقافية بين تركيا والسودان في العهد العثماني
للسودان مكانة هامة في العلاقات بين الدولة العثمانية وإفريقيا. فقد أصبح السودان يتاخم أراضي الدولة العثمانية بعد أن استولى السلطان العثماني ياووز سليم على مصر في عام 1517 لكن دخل السودان ضمن سيطرة الدولة العثمانية بعد أن أنهى والي مصر محمد علي باشا سلطنة فونج بالسودان عام 1821 حيث بدأت إدارة السودان على يد نخبة تتحدث اللغة التركية (حسن 2006؛ شاكر 1981؛ شاركي 2006).
إن هذه الإدارة التي انتهت بالثورة المهدية عام 1882 لها تأثيرات عدة في مختلف المستويات وخاصة على المستوى الإداري حيث تم تبنّي النموذج العثماني في الإدارة القائم على توحيد مناطق متباينة تحت سقف واحد، الأمر الذي أدى إلى ترسيخ وحدة الأراضي السودانية إداريًا. كما كسب السودان بعدًا جديدًا من خلال التعرف على وسائل الاتصال والمنتجات التكنولوجية في ذلك العهد.
من ناحية أخرى تأثر السودان بنظام القضاء العثماني الرسمي من خلال تشجيع الفقه الحنفي بدلا من التعاليم الصوفية التقليدية في ذلك العهد (حسن 2006؛ أبو سليم 2004).
أما من الناحية الثقافية فقد تم إدخال نظام الطباعة الحجرية (الليتوغرافية) وتأسيس مصنع لإنتاج الورق بالسودان (حسن 2006)، الأمر الذي أدى إلى تيسير وتسريع نقل المعلومات وبالتالي ترسيخ التأثير العثماني ثقافيًّا أكثر فأكثر. فالذين يشتغلون باللغة وخاصة اللهجات يعرفون جيدًا أن هناك العديد من الكلمات والتعبيرات الاصطلاحية التركية تعيش داخل اللهجة العربية السودانية في الوقت الراهن. واذكر على سبيل المثال لا الحصر الأمثلة التالية: أُورْنَك ج أرانيك (بمعنى نماذج أوراق تسجيل)، بُخْجة ج بُخَج (صُرّة، لفّة)، كُبْري ج كَباري (جسر)، كُورَكْ ج كَوارِكْ (رَفْش)، أُوضة ج أُوَضْ (غرفة)، جَزْمة (حذاء) إلخ.
ولم يقتصر هذا التأثر الثقافي على النظام الإداري والقضائي واللغوي فحسب بل امتدّ إلى الملابس أيضًا، فقد ارتدى رجال الدين والعسكريون الزي العثماني في ذلك العهد.
وعلى الرغم من ضعف التأثير العثماني بعد أن احتلّت انجلترا مصر في عام 1882 ودخول السودان تحت إدارة انجليزية-مصرية عام 1899 (شاكر 1981؛ عجيل 1998)، إلا أن التأثير العثماني استمر من الناحية الثقافية.
3. العلاقات الثقافية والعلمية بين تركيا والسودان في عهد جمهورية تركيا الحديثة
يعتبر تأسيس جمهورية تركيا المعاصرة في عام 1923 بزعامة مصطفى كمال أتاتورك نقطة تحوّل مهمة بالنسبة لتركيا وبالنسبة للدول التابعة للدولة العثمانية على حد سواء. إذ بدأ مفهوم جديد للعلاقات بين تركيا من جهة والدول التابعة لها سابقًا من جهة أخرى، ولم يكن من اليسير مواكبة هذا الوضع الجديد من الناحية النفسية على أقل تقدير. في الوقت الذي حوّلت فيه جمهورية تركيا الفتيّة اتّجاهها إلى الغرب بحكم أن الخلافة قد فقدت دورها الوظيفي فإن هذا الاتجاه أثار ردود فعل متفاوتة في العالم الإسلامي بين مؤيد ومعارض.
وبعد سلسلة من الانتقادات التي وجهتها الدول العربية لتركيا بسبب سياستها الخارجية ذات المحور الغربي وتبنّي العلمانية في نظام الدولة وعلاقاتها مع إسرائيل، فقد سعت تركيا لتنمية علاقاتها مع الدول الإفريقية والشرق أوسطية من بينها السودان. فنرى أن تركيا من أول الدول التي فتحت لها سفارة في الخرطوم بعد استقلال السودان في 1956. وبدأت العلاقات التجارية على مستوى منخفض قبل أن تشهد طفرة بعد الثمانينات التي بدأت فيها أيضًا توثيق العلاقات الثقافية.
لقد أطلقت السياسة الخارجية التركية في عام 1998 «خطة العمل للانفتاح إلى إفريقيا» التي تنص على إبرام اتفاقيات تنص على تنفيذ مشاريع اقتصادية وتجارية مشتركة بجانب التعاون الفني والعلمي مع الدول الإفريقية. والنقطة التي تهمنا في هذه الخطة كونها تنص على إبرام اتفاقيات ثقافية وبرامج تبادل ثقافي مع الدول الإفريقية. ويعتبر معهد الأعمال الإفريقية المخطط تأسيسه ضمن معهد السياسة الخارجية التركية من أهم الخطوات في سبيل تشجيع التبادل الثقافي مع الدول الإفريقية.
وقد شهدت السنوات بين 1990-2001 طفرة في العلاقات الثنائية حيث تم التوقيع على 25 اتفاقية أو بروتوكولا، 10 منها اتفاقيات في المجال الأكادبمي (حسن، 292:2006). وتضمن التعاون في مجالات التربية والتدريب بالاضافة إلى المجالات الطبية والفنية. فعلى سبيل المثال هناك 8 بروتوكولات موقعة بين تركيا والسودان في المجال التربوي. في الوقت الذي تم فيه التوصل إلى قرار مبدئي حول تدشين وحدة داخل جامعة الخرطوم للدراسات التركية إلا أنه لم يتم تسجيل أي تقدم ملحوظ في هذا المجال لحد الآن. أما في المجال الصحي فقد صدر القرار على تدريب الخبراء من الأطباء.
لقد أبرمت عدة اتفاقيات ثقافية وعلمية بين السودان وتركيا أهمها ما يلي (تقرير نشاطات تيكا: TİKA, 2009؛ موقع وزارة خارجية جمهورية تركيا):
الاتفاقيات والبروتوكولات |
تاريخ التوقيع |
مكان التوقيع |
اتفاقية التعاون الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي |
1982/8/2 |
أنقرة |
اتفاقية التعاون الثقافي |
1982/8/2 |
أنقرة |
البرنامج التنفيذي للاتفاقية الثقافية في الفترة بين الأعوام 1993-1994-1995 |
1993/8/31 |
أنقرة |
بروتوكول حول التعاون في المجالين الصحي والطبي |
1998/6/26 |
الخرطوم |
بروتوكول التعاون الفني والعلمي والاقتصادي في المجال الزراعي |
1999/12/19 |
الخرطوم |
اتفاقية التعاون في المجال السياحي |
1999/12/19 |
الخرطوم |
اتفاقية التعاون العلمي والتكنولوجي |
2007/3/14 |
أنقرة |
برنامج التعاون في مجالات التربية والعلوم والثقافة والفنون ووسائل الإعلام والشباب والرياضة |
2008/2/21 |
أنقرة |
ويتضمن الاتفاق الأخير مواد مفصلة تكاد تتطرق إلى كافة الجوانب فيما يتعلق بالتربية والعلوم، والثقافة والفنون، والأرشيف والمكتبات، وشؤون الشباب والرياضة، ووسائل الإعلام، والعلاقات البشرية.
وفي هذه النقطة لا يمكن الاستهانة بما قامت به مؤسسة التعاون والتنمية التركية (تيكا) التابعة لرئاسة الوزارة من أعمال في السودان على مستويات متفاوتة. وقد حددت المؤسسة أولوياتها في السودان في مجالات الزراعة والمواشي والصحة والمعونات الانسانية إضافة إلى التدريب المهني والتراث الثقافي المشترك (TIKA, 2009).
ومن المشاريع التي أنجزتها مؤسسة التعاون والتنمية التركية (تيكا) في مجال الثقافة والعلوم ما يلي (TIKA, 2009):
أ) مشروع التدريب الصيفي لطلاب كلية الزراعة بجامعة الخرطوم
تلقى وفد سوداني مكون من 31 طالبًا من كلية الزراعة بجامعة الخرطوم التدريب لمدة أسبوعين في كلية الزراعة بجامعة أنقرة.
ب) تأسيس مركز التعليم المستمر
تم تأسيس مركز التعليم المستمر ضمن جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا لعقد دورات دورية بما فيها التعليم عن بعد عبر شبكة الانترنت، كما تم تخصيص قاعتي دراسة للخبراء المدرّبين الوافدين من تركيا.
ج) التدريب لدى جامعة كاراتكين في مدينة تشانكيري
تمت استضافة وفد من 20 شخصًا لمدة شهر لتدريبهم في معهد تشانكيري العالي المهني.
د) برنامج التدريب من قبل مؤسسة مياه الدولة
تلقى خبراء سودانيون التدريب فيما يتعلق بهندسة جيوتكنيك والجيولوجيا المائية في العاصمة أنقرة في الفترة بين 1-12 أكتوبر 2007.
وهناك مشاريع لا تزال على قيد التنفيذ، من بينها:
أ) التعاون في مجال التدريب المهني التقني
أعدّ معهد تشانكيري العالي المهني مخططات مركز سيتم فيه التدريب المهني في 7 فروع فنية بالإضافة إلى تدريب 14 مدربًا في تركيا ليقوموا بتسيير الشؤون الخاصة بالتدريب المهني. ولا تزال الأعمال مستمرة لإنشاء المركز المذكور.
ب) دورات اللغة التركية
تُعقد دورات للغة التركية ضمن جمعية رجال الأعمال الأتراك بالسودان لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع. وتفيد تقارير مؤسسة التعاون والتنمية التركية (تيكا) بأن هناك اهتمام كبير من المؤسسات الرسمية والقطاع الخاص لدورات اللغة التركية. كما أن الأعمال مستمرة لتأسيس قسم الدراسات التركية ضمن جامعة الخرطوم.
ج) حملة توعية شباب المرحلة المتوسطة
من المخطط إطلاق حملة لتوعية الشباب في 10 ولايات سودانية، والأعمال فيما يختص بتحقيق هذه الحملة مستمرة مع الجهات المختصة.
وفي إطار حماية التراث المشترك فقد صدرت الموافقة على ترميم مبنى الجمارك بميناء سُواكين بالإضافة إلى ترميم مسجدين يعودان إلى العهد العثماني.
كما تم التقييم الأولي خلال العام الماضي (2008) لترميم المنـزل-المتحف لعلي دينار وهو السلطان الأخير لدارفور والذي ساند العثمانيين في حربهم ضد الانجليز.
- آفاق العلاقات الثقافية التركية–السودانية: مقترحات
كما رأينا من خلال الاتفاقيات المبرمة بين تركيا والسودان في مجال الثقافة والعلوم من جهة ومن خلال التنفيذ العملي لبعض المشاريع من جهة أخرى، فإن البنية التحتية لهذه العلاقات متوفرة بين البلدين. ولا يحتاج الطرفان إلا إلى تفعيل فحوى الاتفاقيات المبرمة بينها كي لا تصبح «حبرًا على ورق».
وعند نظرنا إلى مضمون الاتفاقيات أو البروتوكولات الثقافية نرى أن هناك فراغ كبير بين ما اُتفق عليه من مواد نظرية وبين التنفيذ الفعلي لهذه المواد، الأمر الذي يؤكد مرة أخرى أن الاتفاقيات الثنائية قد تبني الأساس السياسي والقضائي في العلاقات بين الأطراف إلا أنها بحاجة إلى إرادة تقوم بتفعيل هذه الاتفاقيات. وتقع مسؤوليات كبيرة على عاتق مؤسسات المجتمع المدني والجامعات ومراكز البحث ومؤسسات التعليم والتربية لملء هذا الفراغ الشاسع.
ولم نعد في مرحلة التوقيع على اتفاقيات بل في مرحلة تنشيط الاتفاقيات وتفعيل التواصل بين مؤسسات المجتمع المدني بحكمها المؤسسات الأكثر قربًا من الرأي العام. وفي هذا الإطار أرى أنه بإمكان الأطراف المعنية العمل على ما يلي في المجالات الثقافية والأكاديمية:
أ) من الممكن إطلاق حملة التوأمة بين الجامعات ومؤسسات التعليم التركية والسودانية، وبذلك سيمكن التعرف على مناهج وبرامج التعليم والوسائل والطرق المستخدمة في التدريس في البلدين وتنمية روح الصداقة والأخوة بين الطلاب.
ب) إن اللغة هي الأداة الرئيسة للحوار بين الشعوب، لذلك من الضروري إجراء أعمال مشتركة لتوفير فرص التوصل إلى اللغة والثقافة التركية داخل السودان والتوصل إلى اللغة العربية والثقافة السودانية داخل تركيا. ومن هذا المنطلق يجب تشجيع حركة ترجمة أعمال الأدباء والشعراء والكُتّاب من البلدين علمًا بأن القارئ التركي ليس له إلمام بالأقلام السودانية إذا استثنينا من ذلك بعض روايات الطيب صالح المترجمة من الفرنسية أو الانجليزية. كل هذه الأعمال ستضيق فجوة المعلومات بين المجتمعين التركي والسوداني.
ج) كما أن للفنون دور كبير في تعريف الشعوب ببعضها ببعض. وعليه فمن الممكن إيجاد رعاة من البلدين لإقامة حفلات موسيقية مشتركة في مدن البلدين. كما أن بإمكان مجموعات الرقصات الشعبية للبلدين عرض أعمالها في مدن مختلفة. ويسري نفس الأمر على ما يتعلق بفروع الرياضة.
وخلاصة القول أن العلاقات بين تركيا والسودان في المجالين الثقافي والعلمي بمعناهما الواسع ساحة تتطلب التحرّك العملي نظرًا لكون الأرضية الرسمية ملائمة للقيام بمثل هذا التحرك.
*) تم تقديم هذه الورقة في ندوة «العلاقات التركية-السودانية: نحو شراكة استراتيجية» التي عقدت في الخرطوم في الفترة بين 1-2 يونيو/حزيران 2009 برعاية كل من المركز الدولي للدراسات الإفريقية (السودان) والجمعية التركية العربية للعلوم والثقافة والفنون (تركيا).
المراجع
أبو سليم، محمد إبراهيم (2004). “دور العثمانيين في إفريقيا وفي السودان على وجه الخصوص”، ملامح من العلاقات السودانية التركية (تحرير: يوسف فضل حسن)، الخرطوم: دار جامعة الخرطوم للنشر.
شاكر، محمود (1981). السودان (مواطن الشعوب الإسلامية في إفريقيا 11). بيروت، دمشق: المكتب الإسلامي.
العادل، محمد (2009). “رؤى حول العلاقات التركية-العربية للتعاون العلمي والثقافي”. ندوة التعاون التركي-العربي وآفاقها. جامعة الغازي، أنقرة، 26 مايو/أيار 2009.
عجيل، أمل (1998). قصة وتاريخ الحضارات العربية (ليبيا–السودان–المغرب). بيروت: أديتو كريبس انترنيشنال.
موقع وزارة خارجية جمهورية تركيا، اتفاقيات دولية، (تم تصفح الوصلات المعنية على الموقع: http://ua.mfa.gov.tr/ بتاريخ 20/5/2009).
Bakari, Muhammed (2006). “Türk-Afrika Sosyo-kültürel İlişkileri” (Translated by Hasan Öztürk), in Kavas, Ahmet ve Hasan Öztürk (Eds). Yükselen Afrika ve Türkiye, I. Uluslar arası Türk-Afrika Kongresi, 23 Kasım 2005 (pp. 341-352). İstanbul: Tasam Yayınları.
Hasan, Yusuf Fadl (2006). “Sudan Özelinde Türk-Afrika İlişkilerinin Bazı Yönleri” (Translated by Hasret Dikici Bilgin), in Kavas, Ahmet ve Hasan Öztürk (Eds). Yükselen Afrika ve Türkiye, I. Uluslar arası Türk-Afrika Kongresi, 23 Kasım 2005 (pp. 285-295). İstanbul: Tasam Yayınları.
İktisadi Araştırmalar Vakfı (2001). Türkiye-Sudan Ekonomik İlişkilerinin Geliştirilmesi (Konferans). İstanbul: İktisadi Araştırmalar Vakfı.
Sharkey, J. Heather (2006). “Sudan”. in Coughlin, M. Kathryn (Ed). Muslim Cultures Today- A Reference Guide (pp. 172-185). London: Greenwood Press.
TİKA (T.C. Başbakanlık Türk İşbirliği ve Kalkınma İdaresi Başkanlığı), Sudan Cumhuriyeti Faaliyet Raporu Mart 2009.
Categories: Yazı