Çeviri kitap

A Millennium of Turkish Literature | ألفية من الأدب التركي

“غلاف كتاب “ألفية من الأدب التركي

مقدمة المرحوم طلعت سعيد هالمان

أدب يشرفه الزمان

من مخطوطات أورهون إلى أورهان باموك… يمكن أن تخدم هذه العبارة تعريفاً لسيرة الأدب التركي منذ القرن الثامن الميلادي إلى يومنا الحاضر على امتداد جغرافي من أقصى منغوليا والصين وصولاً إلى أمريكا الشمالية مروراً بآسيا الوسطى والقوقاز والشرق الأوسط وشمال أفريقيا والبلقان وأوروبا. وقد تبنت مزيجاً من التوجهات الثقافية والأدبية والتقاليد والتأثيرات الصينية والهندية والتركية والمنغولية والأويغورية والروسية والعربية-الفارسية والإسلامية والصوفية واليهودية-المسيحية والإغريقية والرافدية والرومية والبيزنطية والأوروبية والمتوسطية والاسكندينافية والألمانية والبريطانية والفرنسية والإسبانية والأمريكية الشمالية والأمريكية اللاتينية.

نجحت الثقافة التركية في تطوير شخصية فريدة متقبلة للقيم التربوية والأذواق الجمالية والنزعات الأدبية من شتى الثقافات. كانت مرنة بما فيه الكفاية للترحيب بالابتكارات والتجديدات بل وحتى التغييرات الجذرية، إضافة إلى أنها التصقت بسماتها الخاصة المؤسسة.

يمكن لنا أن نستشهد بالآداب العبرية والصينية واليونانية والعربية والفارسية والألمانية والهندية والايرلندية والإسبانية وربما اثنتين أو ثلاثة أخرى فقط من الآداب الباقية التي سبقت الأدب التركي.

كان فجر الأدب باعتباره نوعاً رئيساً للثقافة التركية في وادي أورهون في منغوليا حيث نَصَبَ الكُوكْتُرْكيّون المسلات التي تضم ما رواه رواتهم التاريخيين في عشرينيات وثلاثينيات القرن السابع. لا تزال تلك النقوش كما كانت بوضعها الطبيعي. وهي تربط خبرات “الغوك تُرك” من صراع وهزيمة وسيادة مستعادة تؤكد على أهمية الأصالة الثقافية لوعي شبه وطني في ظل ظروف متغيرة.

من المحتمل أن ظهور الشعر التركي أول مرة بلهجة الأويغور بدأ في القرن السادس على الرغم من صعوبة الجزم في التأريخ، وأصبح من التقاليد الحية بحلول القرن العاشر.

برزت حكايات “دَدَة كوركوت” باعتبارها “الملحمة القومية التركية” في القرن العاشر على الأرجح، مع أن الملحمة استغرقت حوالي خمسة قرون أخرى لتتحول من صيغتها الشفوية إلى أول إصدار مكتوب لها.

جاء الإبداعان الأدبيان الرائدان “كوتادغو بيليغ” [المعلومة المانحة السعادة] و”ديوان لغات الترك” [قاموس اللهجات التركية] في النصف الثاني من القرن الحادي عشر. إذا تجاهلنا ما سبق من أعمال (مخطوطات، شعر غنائي، أساطير، حكايات…الخ)، يعتبر هذان الكتابان الأساسيان منطلق الأدب التركي في بداية الألفية الثانية.

قصة الأدب التركي الممتدة بين القرنين الحادي عشر والحادي والعشرين غنية ومتشعبة، وهي مليئة بالتقاليد الراسخة والتحولات الجريئة، وتضم المحاولات الإبداعية للدول الصغيرة، والمجتمعات القبلية، والإمارات، ودولتين عظميين هما السلجوقية والإمبراطورية العثمانية المترامية الأطراف، والجمهورية التركية المعاصرة، وقبرص التركية المستقلة حديثاً والجمهوريات التركية في آسيا الوسطى.

قصة الأدب التركي مثيرة للإعجاب مع الشاعر الشعبي الإنساني المفعم بالأسرار “يونس أَمْرَه” الذي عاش في أواخر القرن الثالث عشر وأوائل القرن الرابع عشر. نضج الإبداع الأدبي العثماني في القرن الخامس عشر، وأنتج أفضل أعماله حتى نهاية القرن الثامن عشر. في العصر الكلاسيكي للثقافة العثمانية، ميزت الطبقة المتحضرة النخبوية نفسها ببنية نصوص خصبة بالكلمات الرسمية التي تناولت مواضيع سماوية دون إهمال التصوير الواقعي. على الرغم من اعتبار الشعر أعلى مقاماً من النثر، حازت كثير من الأعمال النثرية مكانة سامية ثابتة، لاسيما كتاب سياحت نامة [سيرة الرحلات] المؤلف من عشرة مجلدات بقلم أوليا جلبي في القرن السابع عشر.

مع تراجع قوة الإمبراطورية العثمانية، تشارك مفكرون وكتاب في بحث فعال عن جماليات وأساليب وتقنيات غربية. في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، برزت الرواية والدراما والنقد والكتابة الصحفية بالأسلوب الأوروبي. وهكذا اعتنق الأدب التركي الأوربة أو التغريب.

هيمن الأدب الحديث مع تأسيس الجمهورية التركية في عام 1923. غيّر الشاعر اليساري ناظم حكمت الشعر التركي جذرياً وبلغ مكانة عالمية. وحققت الروائية خالدة أديب آديفار مكانة كبيرة عبر ترجمة بعض كتبها إلى اللغة الانكليزية ونشرها في بريطانيا و/أو الولايات المتحدة الأمريكية. ساد هذا النوع من الروي في النصف الثاني من القرن العشرين عن طريق يشار كمال الذي كاد نتاجه الأدبي أن يجلب له جائزة نوبل. لكن هذا الشرف ناله بجدارة روائي متحمس أصغر سناً هو أورهان باموق عام 2006، وكانت أول جائزة نوبل تمنح لتركي في أي مجال. وهذا يمثّل ذروة شغف الأمة للأدب على مدى قرون. وعلى الأرجح سترد نجاحات الشعراء وكتاب المسرح والمقالة والنقاّد بالإضافة إلى الروائيين.

يروي هذا الكتاب الموسوم “ألفية من الأدب التركي” قصة تطور تلك الأساليب والأنواع الأدبية وتطورها في الأرض التركية عبر مسار ألف عام.

للحصول على الكتاب: ألفية من الأدب التركي

Bir Cevap Yazın